أيمن شاكر يكتب : بين حطام الماضي وبذور الغد : رحلة النهوض من الأعماق

 



بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر 

رئيس قسم الأدب ✍🏻 


ليست البيوت التي تعصف بها الخصومات وتنهشها الأمراض مسكونةً بالأرواح الشريرة ، بل هي مرايا صادقة تعكس ما اختزنه أهلها من آلام ! فالطاقة السلبية التي تتكاثف كغيوم ممطرة ، تنبع من قلوب أغلقت نوافذها ، وألقت بأثقالها على أعتاب من تحب . لو نقّبنا في جذور هذه الأعاصير ، لوجدناها تنبت من كلمات مقطوعة ، ونظرات ثقيلة ، وصمت يخبئ في ثناياه صرخات خرساء . فهيا نطفئ نيراننا قبل أن تلتهم عالمنا!  


💧أما آفة "سأفعل غداً" فهي قاتل بطيء :

نؤجل الشكر كأن الأيام خالدة ، وندفن الاعتذار كأن القلوب لا تنزف ، ونسوف المبادرات كأن الفرص تنتظر إشارتنا ، يا له من وهم خطير ! فمن يسرق من عمره لحظات المصالحة ، كمن يدفن كنوزه في مقبرة الندم.  


💧وفي معمعة العلاقات تكمن مأساة الجهل : فالسعادة التي يمنحها الرجل لا تنمو في تربة بلا حب ، والحب الذي تبذله المرأة لا يزهر في سجن التعاسة . هذان جناحان لا يطيران منفردين ، وإلا تحولت الحياة إلى سرب من القلوب المحطمة.  


وأخطر الأوهام أن نطلب من شريك الحياة أن يكون لغزاً متناقضاً : قوياً ضعيفاً ، طائعاً متمرداً ، ساذجاً حكيماً ! فهذه ليست مواصفات إنسان ، بل هي صورة كائن خرافي 


💧أليس في تناقضنا جمالنا الإنساني ؟  


أما الغضب الأصم - ذلك الطوفان الذي تجهل مصدره ولا تعرف مرفأه - فهو صرخة جروح قديمة تنزف في الخفاء .

والخلاص يبدأ عندما تسأل نفسك بصدق : "أين يكمن دائي ؟".  

واحذر الغرق في تفاصيل الحياة ، فالحكمة ليست في رؤية كل شيء ، بل في اختيار ما تراه.


علماء النفس يهمسون : "التجاهل فن البقاء"، ليس هروباً بل صوناً لطاقتك. فليس كل ما يلمع في دربك جوهرة تستحق التوقف!  


واعلم أن الله يرى دمعة اختلستها من عيون الناس ، ويسمع أنيناً أخفيته في وسادتك ، ويعرف ثقل الأحزان التي جرّرتها خلفك. فالمواجهة الشجاعة هي الجسر الوحيد للخلاص : لا تُخدر ألمك بالأوهام ، ولا تهرب منه بالأعذار ، فالشمس لا تدخل النافذة إلا إذا فتحتها.  


ولا تخف من خطوة البداية ، فالحياة بستان تتهاوى أشجاره لتنبت غيرها. ابنِ قصرك من حجارة ألمك ، وازرع ورداً في أرض يأسك ، وامضِ في طريق التجديد ولو على جمر الأحزان. فليس العار في السقوط ، بل في البقاء تحت الأنقاض!  


🩸فلا تبكِ يا صديقي على أحلام انكسرت ، بل ابكِ على يد توقفت عن البناء ، احمل بذرة في كفك ، وامشِ في صحراء اليأس ، فإما أن تموت البذرة .. أو تصنع واحة .  

وتذكر دائماً :  

ما ضاع حق وراءه صبر ، ولا انكسر جهد وراءه إصرار 

فالنجم يشرق بعد ظلام الليل حتماً ، والريح تقتلع الأشجار لتُظهر قوة الجذور .  


💧امشِ .. ولو على شظايا أحلامك القديمة ،  

فما وراء الصبر إلا الفرج ، وما وراء الجمر إلا الجنان "  


سنلتقى إن كان فى العمر بقيه




إرسال تعليق

0 تعليقات