مصر وفلسطين… وحدة المصير وموقف لا يتغير
بقلم: بقلم احمد منصور نائب رئيس حزب المؤتمر
على مرّ التاريخ، لم تكن العلاقة بين مصر وفلسطين مجرد تقارب جغرافي، بل كانت وما زالت وحدة مصير وموقف وأخوّة راسخة، تتجاوز كل المتغيرات وتتحدى كل الظروف. ومنذ اندلاع الأزمات المتكررة في الأراضي الفلسطينية، وقفت مصر دائمًا سندًا وعونًا لشعبٍ يُكافح من أجل حقه في الحياة والكرامة، ولم تتخلَّ يومًا عن دورها الإنساني والقومي تجاه أشقائها في غزة والضفة على حد سواء.
قيادة سياسية تستند إلى مبادئ إنسانية ووطنية
في ظل التطورات المؤلمة التي يشهدها قطاع غزة، برز الدور المصري بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي باعتباره صوت الحكمة والاتزان، وصاحب المواقف الثابتة التي تنحاز دومًا إلى الحق، والعدالة، والكرامة الإنسانية. لقد وجّه السيد الرئيس منذ اللحظة الأولى للأحداث الأخيرة، بتقديم كل سبل الدعم الممكنة لأهل غزة، وبفتح معبر رفح أمام الجرحى والمصابين، وإرسال قوافل الإغاثة العاجلة من مواد طبية وغذائية وإنسانية.
ليس ذلك غريبًا على دولة بحجم مصر، فمواقفها ليست موسمية ولا مشروطة، بل مترسخة في وجدان الشعب المصري وقيادته، وهي تعبير حيّ عن إرادة وطنية ترى في القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، ومفتاحًا أساسًا لاستقرار المنطقة بأسرها.
دور شعبي مكمّل للدور الرسمي
إن ما تقوم به الدولة المصرية اليوم لا ينفصل عن ما يشعر به الشعب المصري تجاه إخوانه في فلسطين، فالشعور العام في الشارع المصري هو شعور بالغضب من العدوان، وبالرحمة والحنو على الأطفال والنساء والشيوخ في غزة. المبادرات الشعبية، والتبرعات، وحملات الدعم، كلّها تعبير عن موقف ضمير حيّ ووجدان حيّ، لا يعرف الأنانية ولا اللامبالاة.
مصر… صوت العقل في زمن الضجيج
في الوقت الذي تتداخل فيه المواقف الدولية، وتختلط فيه المصالح بالحسابات السياسية، ظلت مصر صوتًا للعقل، والدبلوماسية المتوازنة، والمواقف المسؤولة. فمن خلال تحركاتها الإقليمية والدولية، ومبادراتها الداعية لوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، واستئناف مسار السلام العادل، أكدت مصر أن العدالة لا يمكن أن تكون انتقائية، وأن الإنسانية لا تتجزأ.
من غزة إلى القدس… مصر على العهد
لقد أثبتت مصر عبر عقود، أنها لا تساوم على مبادئها، وأن حقوق الشعب الفلسطيني ليست محل تفاوض سياسي، بل مسؤولية تاريخية وأخلاقية. ومن القاهرة إلى رفح، ومن الرئاسة إلى الشارع، يحمل المصريون رسالة واضحة: “نحن معكم في المحنة، شركاء في الألم، وسنظل كذلك حتى يتحقق الأمل”.
ختامًا:
إن مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه فلسطين ليست طارئة، بل امتداد لثوابت الدولة المصرية التي لطالما دافعت عن القضية الفلسطينية في المحافل كافة، وبذلت الدماء والجهود من أجلها. وفي ظل هذه المرحلة الدقيقة، نؤكد أن دور مصر سيبقى منارة للحق، ودرعًا للأشقاء، وركيزة لاستقرار هذه الأمة.
حفظ الله مصر وفلسطين، وألهم شعوبنا الصبر والقوة والثبات
0 تعليقات